فبينما الفلسفة اليونانية لا تترك للأمل سوى خلود جزئي جدا، لاواعٍ، أعمى، يذيب الفرد في نظام كوني أسمى من البشر، فإن العقيدة المسيحية، على العكس من ذلك، تأخذ على عاتقها فكرة البعث «جسدا وروحا» للأفراد في تفرُّدهم، بحيث ستكون نجاتنا على اعتبارنا أشخاصا، وليس بصفتنا مجرد قِطَع. وهكذا ستصنع المسيحية، انطلاقا من اليهودية، خلاصا شخصيا، ومعه انتصارا حقيقيا على الموت، لأن ما يَعِد به المسيح هو حقا «موت الموت»، هوأنه في نهاية الأزمنة، وفي المَلَكوت السَّرمَدي، سنلتقي من جديد بكل من فقدناهم، بكل من أحببناهم، وسنكون مجتمعين كأفراد حقيقيين بالفعل.
مشاركة من Bassma Alenzi
، من كتاب