لا صديقَ يدوم، ليسَ لأنّه بالضّرورة لا يحمل الواحدُ تُجاه الآخَر وفاءً لديمومة هذه الصّداقة، فهذا في هذه الأيّام ترفٌ وسُخفٌ معًا، بل لأنّ الفرقة حاصلةٌ بالضّرورة من سُبُلٍ شتّى، فإذا كانتْ صداقةَ مدرسة، فإنّها تنتهي إذا ذهبَ كلّ صديقٍ إلى جامعة، وإذا كانتْ صداقة جامعة فإنّها تنتهي إذا أكمل كلّ صديقٍ دراسته، ثُمّ يدخل العمل والزّواج والسّفر، والتّحوّلات الفكريّة والنّفسيّة في زيادة هُوّة بين من كانوا يُسمّون أنفسهم أصدقاء، ويبدأ كلّ واحدٍ منهم يحنّ إلى الماضي الجميل ويبكي عليه، وهو حنينٌ طبيعيّ، لكنّه رومانسيّ خياليّ، يرشح منه الحُزن كأنّ البقاء معًا كان أمرًا محتومًا، وأنّ الفراق لم يكنْ واردًا
هذه سبيلي > اقتباسات من كتاب هذه سبيلي > اقتباس
مشاركة من Mohammed Odeh
، من كتاب