وأخيرًا، اقتحم الفرنسيون بولاق، ففعلوا بأهلها ـ كما يقول الجبرتي المؤرخ ـ ما تشيب من هوله النواصي : «صارت القتلى في الطرقات والأزقة، واحترقت الدور والقصور». أما الأزبكية وما جاورها من الأحياء التي دار فيها القتال، فقد صارت كلها «تلالًا وخرائب، كأنها لم تكن مغنى صبابات، ولا مواطن أنس ونزهات. جنت عليها أيدي الزمان، وطوارق الحدثان، حتى تبدلت محاسنها، وأقفرت مساكنها. تسكب عند مشاهدتها العبرات ».
مشاركة من Ibrahim Khaled
، من كتاب