لا أعرف بالضبط أين ولدت، الأرجح أنني ولدت في الوهم، منطقة بلا تاريخ سوى تاريخ الذئاب والأفاعي، قبل أن يأتي الإنكليز ويقيموا الكباري والجسور الصغيرة، منطقة مغطاة كلها بالماء تقريبًا، تحدها البحيرة من ناحية والسماء من ناحية أخرى، تفيض الأولى بل تغير عليهم وتهطل الثانية، بقعة ملائمة جدًّا للصوص أفاضل ولهاربين عظام، على مقاسهم بالضبط، الله فوقهم والبوليس بعيد عنهم، سماء غامضة وطير غريب مثلهم يعبر من فوقهم للجنوب طلبًا للدفء، يتوقف عندهم ليستريح، يسدد ضريبة المرور، يقصفون منه ما استطاعوا ثم يتركونه لبقية رحلته.
سنوات النمش > اقتباسات من رواية سنوات النمش > اقتباس
مشاركة من د. أحمد المصري
، من كتاب