قليلون هم الرجال الذين يتحدث ظلهم بدلًا من ألسنتهم وأجسادهم، وأبي من هذا الصنف النادر الذي يخشاه الجميع رغم بشاشة وجهه، من الصعب أن تتباسط معه رغم فرحه الواضح بك، لا يبدو حكيمًا فقط رغم أنه كذلك، بل يبدو كأنه يملك مفتاح كل شخص، هناك من يعرفون الأسرار أو يجرون خلفها لكنها لا تعنيه، تعنيه قراءته هو للشخص من أول قعدة أو موقف، هو الكبير المخيف بلا منصب، عدّته فراسته، ما من مرة أصدر حكمًا جائرًا، ما من مرة أفلتت منه، لعل ذلك منبع قوته لكنها أيضًا كانت مورد همه
سنوات النمش
نبذة عن الرواية
تأكَّدَت جدتي من موت ابنها، أغمضت عينيه، وسكَّرَت عليه باب الغرفة، وراءها ما هو أهم من الموت طالما حدث. كانت فرقة السماحي الموسيقية تجوب القرية، وتستقر في النهاية عند وسعاية قريبة، تعزف لما بعد منتصف الليل، خرجت وراءها، استمتعت بالموسيقى والأغاني، بل جلست على كرسي في قلب الوسعاية وأرسلت من أحضر جوزتها ودخَّنَت المعسل، وحين عادت بعد أن امتلأت بالأغاني والسهر، غسَّلَت جسد ابنها، ثم دفَعَته مع زوجها وبقية الرجال ليدفنوه في وسط الليل، فيما النغمات تتسرَّب خافتة حتى المقابر. بفَضْل جدَّتي، نجوت باسمي من أسماء الأعمام والأقارب، بل أنقذتني من أسماء لصوص العائلة رغم الفخر المجيد بها، وكأنه كان وعدًا أن تختار اسمي وأقُصّ عليها الحكايات.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 207 صفحة
- [ردمك 13] 9789778842036
- المحرر للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
150 مشاركة