في الحقيقة إنهم يخافون من أنفسهم -ولن يعترفوا بذلك-، يخافون أن يجلسوا في صمت مطبق، دون أصوات ودون حديث ودون رفيق، ولا يخافونه لذاته، بل يخافونه لأنه مجهول لهم، فهم لم يجربوه من قبل. لقد نشأوا منذ البداية في محيط مليء بالحركة النشطة التي لا تتوقف، لذلك فإن السكون غريب عليهم، لكن حالما يجربه الواحد منهم، ولو لبعض دقائق كما في التأمل، سيبدأ في التعرف عليه. سيتعرف على الصمت والذي سيقوده إلى التعرف على نفسه، وشيئًا فشيئا إذا ما استمر وعقد كلمته لنفسه، فإنه سيدرك أن الحلول كلها التي سأل عنها خارجًا، إنما هي موجودة بداخله، وداخله فقط.
مشاركة من Mona Mostafa
، من كتاب