مذ وقت طويل، طال، وأنا بين هناك وهنا. أحسبني أحيانا هنا، وأنا هناك. أعني أني موجود بين أرضين، بين سماءين، بشريتين، حتى وآدمُ واحد. حين أقول: ذاهبٌ إلى الشرق، بمعنى المشرق العربي، تكون نقطة انطلاقي، أما المغرب بلدي الأصلي، أو فرنسا، حيث أقيم منذ ثلاثة عقود ونيف. في منتصف سبعينيات القرن الفائت سافرت إلى بغداد مشاركا في مؤتمر شبابي، في شهر آب (أغسطس)، يسميه العراقيون بحق اللهّاب. عرّجت منها في طريق العودة على بيروت، زمنَ سِلمها وبهرجتها الأخّاذة. هنا وقعَ بعضُ قلبي، ومن يومها والأيام ُتسلِكني تباعا في عِقد هواها، ورغم كل ما فات وانطوى لم تبرد جمرة الهوى، وها أنا باقٍ أترنّح جيئةً وذهابًا، تارةً مشدودا إلى حبل الرِّغاب، وأخرى قلِقاً، مُرتجّا عنها في الغياب.
نصيبي من الشرق > اقتباسات من رواية نصيبي من الشرق > اقتباس
مشاركة من المغربية
، من كتاب