مذ وقت طويل، طال، وأنا بين هناك وهنا. أحسبني أحيانا هنا، وأنا هناك. أعني أني موجود بين أرضين، بين سماءين، بشريتين، حتى وآدمُ واحد. حين أقول: ذاهبٌ إلى الشرق، بمعنى المشرق العربي، تكون نقطة انطلاقي، أما المغرب بلدي الأصلي، أو فرنسا، حيث أقيم منذ ثلاثة عقود ونيف. في منتصف سبعينيات القرن الفائت سافرت إلى بغداد مشاركا في مؤتمر شبابي، في شهر آب (أغسطس)، يسميه العراقيون بحق اللهّاب. عرّجت منها في طريق العودة على بيروت، زمنَ سِلمها وبهرجتها الأخّاذة. هنا وقعَ بعضُ قلبي، ومن يومها والأيام ُتسلِكني تباعا في عِقد هواها، ورغم كل ما فات وانطوى لم تبرد جمرة الهوى، وها أنا باقٍ أترنّح جيئةً وذهابًا، تارةً مشدودا إلى حبل الرِّغاب، وأخرى قلِقاً، مُرتجّا عنها في الغياب.
المؤلفون > أحمد المديني
أحمد المديني
المغربنبذة عن المؤلف
ولد سنة 1949 بمدينة برشيد. حصل على دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس سنة 1987. كما أحرز على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة السوربون بباريس سنة 1990. يشتغل أستاذا جامعيا. بدأ أحمد المديني النشر سنة 1967 بجريدة العلم. التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1972. يتوزع إنتاجه بين القصة القصيرة، الشعر، النقد الأدبي والترجمة. وقد نشر أعماله بعدة صحف ومجلات: العلم، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، النهار (لبنان)، السفير (لبنان)، الثورة، الجمهورية (العراق)، أنفاس، آفاق أقلام، الآداب، الطريق، تحولات، كتابات معاصرة، الكرمل،
05 مراجعة