مذ وقت طويل، طال، وأنا بين هناك وهنا. أحسبني أحيانا هنا، وأنا هناك. أعني أني موجود بين أرضين، بين سماءين، بشريتين، حتى وآدمُ واحد. حين أقول: ذاهبٌ إلى الشرق، بمعنى المشرق العربي، تكون نقطة انطلاقي، أما المغرب بلدي الأصلي، أو فرنسا، حيث أقيم منذ ثلاثة عقود ونيف. في منتصف سبعينيات القرن الفائت سافرت إلى بغداد مشاركا في مؤتمر شبابي، في شهر آب (أغسطس)، يسميه العراقيون بحق اللهّاب. عرّجت منها في طريق العودة على بيروت، زمنَ سِلمها وبهرجتها الأخّاذة. هنا وقعَ بعضُ قلبي، ومن يومها والأيام ُتسلِكني تباعا في عِقد هواها، ورغم كل ما فات وانطوى لم تبرد جمرة الهوى، وها أنا باقٍ أترنّح جيئةً وذهابًا، تارةً مشدودا إلى حبل الرِّغاب، وأخرى قلِقاً، مُرتجّا عنها في الغياب.
نصيبي من الشرق
نبذة عن الرواية
رواية نصيبى من الشرق للكتاب أحمد المدينى، هذه رائعة جديدة تضاف الى ماسبقها من روائع كشف فيها المؤلف من خلال سفرة ممتعة كشفا صريحا عن عروبته ووطنيته وانتمائه وحماسه الى هذا الشرق الذى يتقلب فوق جمر الصعاب، وتحدق به المخاطر من كل ناحية وذلك باسلوب يتسم بالحيوية والجاذبية، فيصف لنا أحمد المدينى فى نصيبى من الشرق الشرق الذى صار عندى بشرتى، أعرضها للشمس، فأسمعهما يتهامسان ويتساران، أى سر تبادلاه عنى خفية؟ تحسب بينهما حميمة منذ الازل، تحت البشرة دغدغة، ضحكات متكتمة، ونزق طفولى، وفوقها الكلام الدافق يطرق الأذن، ينفذ إليها على أكثر من محمل، والأصوات كأراجيح أو كرات لعب نارية، تصدر من أفواه الباعة تروج البضاعة بهيئات بهلوانية، فيما يلبث الصوت أن يصبح لونا، واللون رائحة، والرائحة شمسا وقمرا .. أطفال يهرجون، ورجال مكشوفون وملثمون، آخرون موشومون كى لا تخطئهم العين، يمشون، يتخبطون، ينفثون حرائق الدخان طول النهار وهم مستخفون، محترقون على الأغلب من دواخلهم، فرسان ومحبطون، لكن لايتأففون، كأنه قدر أن تكون عربيا .. شريعة لا قبل لك بالردة عنها أن تحيا مشرقا.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 104 صفحة
- [ردمك 13] 9789774279454
- الدار المصرية اللبنانية
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
18 مشاركة