منذ نعومة أظفارنا نتعلم فراق أصدقائنا وأقاربنا. نودّع آباءنا وأخوتنا في المحطة؛ نزور أبناء عمومتنا، نذهب إلى المدارس، نلتحق بالخدمة العسكرية، نتزوج، أو نسافر إلى الخارج. جزء من الخبرة الإنسانية أن نُمسك صديقًا مقرّبًا من كتفيه، مرة بعد مرة، ونتمنى له الخير، معزّين أنفسنا بفكرة أننا سنسمع منه عمّا قريب.
لكن التجارب قلّما تُعلِّمنا كيف نودّع ممتلكاتنا العزيزة. وإن علَّمَتنا؟ ما كنا لنرحب بهكذا توعية. فنحن، في نهاية المطاف، نتشبث بممتلكاتنا العزيزة أكثر مما نتمسك بأصدقائنا.
مشاركة من هاميس محمود
، من كتاب