اقتباسات من رواية جنتلمان في موسكو

ما مِن كلمات لطيفة تقال عن الخسارة.

منذ نعومة أظفارنا نتعلم فراق أصدقائنا وأقاربنا. نودّع آباءنا وأخوتنا في المحطة؛ نزور أبناء عمومتنا، نذهب إلى المدارس، نلتحق بالخدمة العسكرية، نتزوج، أو نسافر إلى الخارج. جزء من الخبرة الإنسانية أن نُمسك صديقًا مقرّبًا من كتفيه، مرة بعد مرة، ونتمنى له الخير، معزّين أنفسنا بفكرة أننا سنسمع منه عمّا قريب.

‫ لكن التجارب قلّما تُعلِّمنا كيف نودّع ممتلكاتنا العزيزة. وإن علَّمَتنا؟ ما كنا لنرحب بهكذا توعية. فنحن، في نهاية المطاف، نتشبث بممتلكاتنا العزيزة أكثر مما نتمسك بأصدقائنا.

ما يهمّ في الحياة ليس هو أن نتلقّى وصلةً من التصفيق؛ ما يهمّ هو أن نمتلك شجاعة المضي قدمًا رغم عدم تأكدنا من نيل المديح».

إذ عندما تمنَع الحياةُ الإنسانَ من ملاحقة أحلامه، سيتحايل لملاحقتها بأي حال.

الحقيقة هي: مهما مرّ من زمن، لا تنفلت تلك الأشياء التي أحببناها من بين أيدينا بالكامل».

عندما تكون حياتنا في حالة جيشان، ورغم ما توفّره لنا أسرَّتنا من راحة، ربما نُضطر إلى البقاء مستيقظين نصارع مخاوفنا- لا يهم كبيرة كانت أم صغيرة، حقيقية أم متخيَّلة.

❞ مهما مرّ من زمن، لا تنفلت تلك الأشياء التي أحببناها من بين أيدينا بالكامل ❝

❞ «لكي يتذكروا، علينا أن ننسى». ❝

❞ المدن الستِّ»- لن يُصبح حب الوطن أمرًا غامضًا أو مكفَّنًا بضباب الزمن. ❝

❞ قد يُغرِق الرجل نفسه في العمل، ويبني بيتًا، وينشئ أسرة. أي إنه قد يبدأ حياته من جديد.

⁠‫لكن عندما تَنفي رجلًا داخل بلده، فلا وجود لبداية جديدة. فبالنسبة للمنفيّ داخل وطنه- سواءً أُرسل إلى سيبيريا أو حُكم عليه بعقوبة «الحرمان من ❝

❞ مبكّرًا، في القرن الثامن عشر، كفَّ القياصرة عن طرد أعدائهم خارج البلاد، وآثروا بدلًا من ذلك إرسالهم إلى سيبيريا. لماذا؟ لأنهم قرروا أن نَفْي رجل من روسيا كما نَفَى الرب آدم من جنة عدن ليس بالعقاب الكافي؛ ففي بلد آخر، ❝

❞ «لكنْ تبقّى حدثٌ آخر: قبل عشر سنوات من الغدّ، وحينما كنت في باريس أتحيّن الفرصة، تُوفيت شقيقتي».

⁠‫«من كَسرة القلب…؟».

⁠‫«الفتيات يمتن من كسرة القلب في الروايات فقط يا تشارلز. لقد ماتت من الحمّى القرمزية». ❝

❞ الفتيات يمتن من كسرة القلب في الروايات فقط يا تشارلز. ❝

❞ القهوة هي القهوة، سواء شُربت في علبة من صفيح أو فنجان من خزف الليموج، تمنح الطاقة للعامل الـمُكدّ في الفجر، تهدِّئ المتأمِّل في الظهيرة، وترفع معنويات المهموم في منتصف الليل. ❝

❞ ففي نهاية المطاف، إذا كانت اليقظة تُقاس بالدقائق والانضباطُ بالساعات، فلا بُد أن الصلابة تُقاس بالسنين. ❝

❞ فنحن، في نهاية المطاف، نتشبث بممتلكاتنا العزيزة أكثر مما نتمسك بأصدقائنا. ننقلها معنا من مكان إلى مكان، متكلّفين نفقاتٍ ومشاقَ جمّة؛ ننفض الغبار عن أسطحها ونلمّعها، ونعنّف الأطفال إذا لعبوا بخشونة بالقرب منها- ونظل نسمح لذاكراتنا بأن تضفي عليها أهمية ❝

لقد كانت الحياة كريمة معي على تقلّباتها».

إن كسرةَ قلبِنا وحدَها هي التي تَدحض، في النهاية، كل ما هو زائلٌ في الحب.

فما الذي يضاهي القهوة في تعدد مواهبها. القهوة هي القهوة، سواء شُربت في علبة من صفيح أو فنجان من خزف الليموج، تمنح الطاقة للعامل الـمُكدّ في الفجر، تهدِّئ المتأمِّل في الظهيرة، وترفع معنويات المهموم في منتصف الليل.

إن البشر بطبيعتهم متقلبون للغاية، معقدون للغاية، متناقضون على نحو مبهج للغاية، الأمر الذي يتطلب ليس فقط التدبُّر، ولكن إعادة التدبُّر- والإصرار العازم على تأجيل رأينا إلى أن نتداخل معهم في كل موقف ممكن في كل ساعة ممكنة.