كليلة ودمنة > اقتباسات من كتاب كليلة ودمنة > اقتباس

مَثَلُ البَصِيرِ وَالأعمى

‫ وَأَقَلُّ النَّاسِ عُذْرًا فِي اجْتِنَابِ مَحْمُودِ الفِعَالِ وَارْتِكَابِ مَذْمُومِهَا مَنْ أَحَدِهِمَا بَصِيرٌ وَالآخَرُ أَعْمَى سَاقَهُمَا الأَجَلُ إِلَى حُفْرَةٍ فَوَقَعَا فِيهَا، كَانَا إِذَا صَارَا فِي قَاعِهَا بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؛ غَيْرَ أَنَّ البَصِيرَ أَقَّلُّ عُذْرًا عِنْدَ النَّاسِ مِنَ الضَّرِيرِ، إِذْ كَانَتْ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا؛ وَذَاكَ بِمَا صَارَ إِلَيْهِ جَاهِلٌ غَيْرُ عَارِفٍ.

‫ وَعَلَى العَالِمِ أَنْ يَبْدَأَ بِنَفْسِهِ وَيُؤَدِّبَهَا بَعِلْمِهِ، وَلَا تَكُونَ غَايَتُهُ اِقْتِنَاءَهُ العِلْمَ لِمُعَاوَنَةِ غَيْرهِ، فَيَكُونَ كَالعَيْنِ الَّتِي يَشْرَبُ النَّاسُ مَاءَهَا وَلَيْسَ لَهَا فِي ذلِكَ شَيْءٌ مِنَ المَنْفَعَةِ، وَكَدُودَةِ القَزِّ الَّتِي تُحْكِمُ صَنْعَتَهُ

مشاركة من منيره الموسى ، من كتاب

كليلة ودمنة

هذا الاقتباس من كتاب