البروليتاري > اقتباسات من رواية البروليتاري > اقتباس

أدركتْ أخيرًا بُعْدَ الشقّةِ بين الأحلام والواقع، وبين الكتب والحياة، وبين الكُتّاب والناس فبما أنّ الحلم فعلٌ ذاتيّ وخاصّ، يندر أن يطّلع عليه الآخرون، لأنّ صاحبه يُدرك خطورته عليهم، ولأنّه قبسٌ غيبيّ، فيما الآخرون هم أولئك الملفوحون بحرارته، فإنّه من البداهة أن يكون إفشاؤه طامّةً تنتفي السلامة بعدها وليس ذلك لأنّ الناس يكرهون الحلم في حدّ ذاته، وإنّما لأنه يعكّر وتيرة حياتهم، ودفئها الرتيب المألوف الذي يجعل من الاتّزان في العاطفة، وفي العقل، وفي الحلم، ديدنَ من يرومُ رضى الله ومحبّة الناس. وهكذا تفطّنت الخنساء لخطر الأحلام، إذ إنّها صنو الفوضى، على حين أنّ القناعة صنو النظام. لذا، فإنّها حين تحلم فكأنّما تقول إنّها فوقَ الآخرين، أفضل منهم، وقد خصّتها السماء بشيء.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

البروليتاري

هذا الاقتباس من رواية

البروليتاري - معتز البدر

البروليتاري

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب