كيف يكتب بهذه السلاسة، كأنّ الورق ماء، وقلمه سبّاحٌ ماهر يمخرهُ دون أن يُصدر طشيشًا؟! إنّها لا تفهم كيف بوسع أديبٍ أن يكتب بلغةٍ جميلةٍ وسهلة نصًّا غير مبتذل، وكأنّ الكتابة عملٌ يسير! هي تريد أن تكتب قطعًا عظيمة، لا تموتُ فور طباعتها أو لا تموت حتّى بعد سنة أو اثنتين، تُريدُ أن تكتب ما يُقرأ جيلًا بعد جيلٍ؛ بعد جيل وحين تتفكّر في الجاحظ مثلًا يتغوّل الحسد في قلبِها فكيف ما زالت كتبه تُطبع، وقد مات قبل مئات السنين؟ ما الذي يجعل لكلماته وقعًا يُجوّزها وعورة القرون المتعاقبة؟ وما الذي يجعل الناس يُقبلون عليها مع تقادم الحقب؟ أهي اللغة؟ أم المخيّلة؟ أم الأهمّيّة التاريخيّة للأديب؟ أم أنّ كلماتِه نبتت من ضمير مشترك؟
البروليتاري > اقتباسات من رواية البروليتاري
اقتباسات من رواية البروليتاري
اقتباسات ومقتطفات من رواية البروليتاري أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
البروليتاري
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
-
أدركتْ أخيرًا بُعْدَ الشقّةِ بين الأحلام والواقع، وبين الكتب والحياة، وبين الكُتّاب والناس فبما أنّ الحلم فعلٌ ذاتيّ وخاصّ، يندر أن يطّلع عليه الآخرون، لأنّ صاحبه يُدرك خطورته عليهم، ولأنّه قبسٌ غيبيّ، فيما الآخرون هم أولئك الملفوحون بحرارته، فإنّه من البداهة أن يكون إفشاؤه طامّةً تنتفي السلامة بعدها وليس ذلك لأنّ الناس يكرهون الحلم في حدّ ذاته، وإنّما لأنه يعكّر وتيرة حياتهم، ودفئها الرتيب المألوف الذي يجعل من الاتّزان في العاطفة، وفي العقل، وفي الحلم، ديدنَ من يرومُ رضى الله ومحبّة الناس. وهكذا تفطّنت الخنساء لخطر الأحلام، إذ إنّها صنو الفوضى، على حين أنّ القناعة صنو النظام. لذا، فإنّها حين تحلم فكأنّما تقول إنّها فوقَ الآخرين، أفضل منهم، وقد خصّتها السماء بشيء.
مشاركة من إبراهيم عادل -
طوّقته الشمس كأنّما تبتغي تذويبه فشعر بجلده يتحلّل ويتفسّخ وامتزجت قطرتا عرق عند ذقنه الحليق فمسحهما بساعده ونفضهما فخُيِّلَ إليه أنّه سمع طشيشَ سقوطها على التراب كانت النظرات تلتفّ حول جسده كأفاعٍ ماكرةٍ أخذ يصبّ اللعنات في سريرته على الضابط الخائن. وبدأ يُعدّ خطّة تشويه سمعته لكونه بدويًّا مارقًا استمرأ الانصياع لأحكام الدولة.
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |