❞عرفت مصر في العصر الفاطمي لونًا من الحكام كانوا استمرارًا لعذابها الطويل، لكن الشعب المصري كان يملك دائمًا ذكاء لم يفقده لحظة، وقدرة على السخرية لم تفارقه قَطُّ، وبهذا لم يستطِع الفاطميون معه حيلة، فكلما أغلقوا بابًا للكلام فتح الشعب نافذة، وكلما أوصدوا شباكاً حفر لنفسه طاقة في الجدار ❝
❞نُكبت مصر المملوكية بحكام كان منهم المجنون والسفيه والطاغية، أضحكها البعض وأبكاها الآخرون، وعذبها هؤلاء وأولئك . ❝
وكان الأمير خمارويه هو أشهر حكام مصر في سفهه وتبذيره ❝
❞في زحام التاريخ اختفى خمارويه، ولم يترك سوى حكاية ابنته قطر الندى التي زوجها جدها إلى الخليفة المعتضد بالله، وأرسلها في موكب لم يشهد له التاريخ مثيلًا، قطع المسافة بين القاهرة وبغداد في ستة أشهر، وترك أيضًا أغنية مليئة بالشجن، لا ندري أهي فرح أم حزن، أهي زغرودة زفاف أم ترنيمة عزاء، لعل المصريين أعادوا توزيعها موسيقيًّا لتدل على حالهم مع الأمير آفة الذهب، أغنية تقول: «الحنة.. يا حنة.. يا قطر الندى ». ❝
مشاركة من Ahmed Abbadi
، من كتاب