بدا كل ما أبصره خلفك مسطَّحًا؛ وأنت وحدك المجسم كل الأشياء فراغ، وأنت وحدك تشغل حيزًا من الفراغ، إشغالًا بديعًا ومشبعًا وشهيًّا الزمن يمر في الخلفية، يتجاوزك كنهر يجرف كل اللحظات والتفاصيل، وتبقى أنت ثابتًا شامخًا لا تتزحزح من بؤرة رؤيتي؛ من بؤرة انتباهي
«لا تخافي؛ سننزل معًا» تقول مبتسمًا وأنت تفتح إضاءة هاتفك المحمول، وتشير إلى هاتفي لأفعل المثل تتقدمني مع ضوئك الموجَّه إلى درجات السلم، وأتبعك مع ضوئي الموجَّه لكتفيك وشعرك وطرف لحيتك بالكاد تضيء بطاريتك ثلاث أو أربع سُلَّمات، وأنا لا أحتاج أكثر لكي أطمئن؛ ثلاث خطوات؛ وأنت.
لا أذكر المدة التي استغرقناها في الهبوط قبل أن أتساءل: لماذا أشعر بأني نزلت أكثر من ثلاثة طوابق؟!
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب