"لقدْ رأيتُكَ في كُلّ شيء؛ في قُضبانِ الزّنزانة، في نَسْمةِ الهواء، في رغيفِ الخُبز، في نَملةِ الأرض، في بَردِ الحجارة، في ضعفي وافتِقاري إليك، في قُوّتِكَ واستِغنائِكَ عنّي، في جُوعي، في عطشي إليك… رأيتُكَ ملءَ العينِ في كُلّ أَثَر، ووجدتُ عندَكَ النّعيمَ كُلّه؛ فأيّ رغبةٍ لي بعدها في الحياة؟ رأيتُكَ وتَبِعتُكَ، وكلّمْتُكَ وسَمِعتُكَ… وها أنا أطلبُ جِوارَكَ فلا تحرِمْني منك؛ من البهاءِ الّذي منه أتيتُ. خُذني إلى المكانِ العظيمِ الّذي أنتَ ذاهِبٌ إليه ؛ فما
عادَ لي في هذه الأرض مَطمَع، وما عادَتْ لي رغبةٌ بالبقاء فيها ولو يومًا واحِدًا. فلا تَحرِمْني من يدك الّتي لا يضلّ المُعتصِمُ بها، وَلْيُرافِقني حنانُك، ونورُكَ وإتقانُك، ساعِدْني على أنْ أعرفَ أسرار الملائكة الّذين سأعيشُ بينهم، وثمرَ النُّور العظيم، وسنادينَ الجنّة وأَثْمارها… والمياهَ الجاريةَ وما يدفعُ تيّارَها.. والحرارةَ الحيّةَ وانتِشارَها… والحياةَ وأسرارَها. مِمّنْ هِيَ أقدم.. ومِمّنْ هِيَ أعظم .
ثلاثية المسيح - الجزء الأول: عيسى بن مريم > اقتباسات من رواية ثلاثية المسيح - الجزء الأول: عيسى بن مريم > اقتباس
مشاركة من Booklovers5050
، من كتاب