"عاودتنى الأفكار والتساؤلات التى لا آخر لها ولا إجابة عليها : أَتُرانى يوماً سأُدفن، فيكون لى قبرٌ كثقبٍ فى جدار، مثل هذا الذي قرأ عنده الخادمُ الصلوات، مستنـزلاً الرحمة على أمه وأبيه بعدما صارا تراباً ؟
وإن صار لى مثل هذا القبر، فمن عساه يأتى كى يستنـزل الرحمات بالصلوات على قبري، وأنا لا أهل ولا ذرية لي ! .. أترانى سأصير يوماً مرتعاً لهذا الدود الأبيض الذى يأكل الموتى، مع أنه لا أسنان له !
أمْ تراه ابتدأ بالفعل يأكلني، من دون أن أفطن له .. أشفقتُ على نفسى إذ تذكَّرتُ منظره، يوم رأيت في طفولتى بطةً ميتةً ملقاةً بين الصخور ، وكان الدود يصطخب بباطنها. فى باطن الأرض إذا حفرناها، نرى الدود ! فهل ماتت الأرض، والدود ينخر فى باطنها من دون أن ندري؟"
يوسف زيدان
عزازيل
عزازيل > اقتباسات من رواية عزازيل > اقتباس
مشاركة من Sally A Hafi
، من كتاب