أغلق عليّ باب حجرتي وأبقى أستمع إلى مسامرتهم في الخارج، في خارج ذاتي، ثم أحاول أن أنساهم، صاروا يمرون بي ولا أراهم، أسترق النظر نحو شرفة جارتنا ذات الثوب الشفاف فأجدها مغلقة، أرفع رأسي للصفاء السماوي أتابع سرب النجوم الذي تعرفت عليه حين كنا نتسلق سلالم الخدم إلى الأسطح العالية لنراقب الظهور المباغت للنجوم، فيشير منتصر إلى سرب صغير متردد كطفل ضل طريقه مطلقاً عليه "النجوم الأكثر ألفة" التي نبقى نتأملها ونحدثها بأمانينا لفترة قبل أن نعتلي في الظلام ظهور الأفاعي المسكونة بالرعب لتعود من حيث أتينا. النجوم الأليفة تبدو الآن سربا من الغائبين.
ذاكرة التيه > اقتباسات من رواية ذاكرة التيه > اقتباس
مشاركة من Mohamed Osama
، من كتاب