🌺 من رواية مناسك الخوف ٢٠١٩
… أخرجت منه حجرا داكناً مبللا؛ حجر كحل نقعته ثلاثة أشهر في الزعفران وماء الورد وورق الحنة. تركته يجف، سحقته في الهون، مررته خمس مرات من قطعة شاش وعبأته في مكحلة بمرود.
تهيئني للفرح. مسدت جفني بمرود الكحول الأزرق؛ فغسلت الدموع وجهي:
_ الحكل الحلو لازم يكون حامي …
ابتسمت مقدما، أعلم أنها ستمزح:
_ إزاي الحلو يكون حامي يا سارة؟
مررت المرود على جفنها بعد جفني، وأغلقت عينيها عليه. وأنا أفتح عيني بصعوبة والدمع ينهمر منهما:
_ ليه غمضتي عينك على المرود بعدما كحلتني بيه؟.
تضحك بصخب، لا تخبرني أنها لا تستطيع فتح عينبها وهي تكتحل. تعبث بعينيها الدامعتين، تغمضهما وتفتحهما على اتساعهما؛ فأرى حدقتيها السوداوين؛ بياض عينيها الواسعة كحوراء؛ معرقاً بالوردي بلون بشرتها.
_ عشان بنمد خيط النور من عينك لعيني، نشوفك حتى وأنت غايبه ولو في آخر الدنيا نشوفك حتى لو استخبيتي في العتمة، وهي دي حلاوة الحامي.
مناسك الخوف
سلوى محسن
Salwa Mohsen 🥀🥀🥀
مناسك الخوف > اقتباسات من رواية مناسك الخوف > اقتباس
مشاركة من Ait Bari
، من كتاب