هل يستطيع المرء امتلاك لغَتَيْن؟ هل بإمكانه أن يَبرع فيهما معاً؟ قد لا نهتدي إلى جواب ما لم نطرح سؤالاً آخر: هل يمتلك المرء لغة من اللغات؟ أتذكَّر أنني سمعتُ كلاماً لم أعثر بعد على مرجعه، يصف فيه أحد القدماء علاقته بالعربية، فيقول: “هزمتُها فهزمتْني، ثمَّ هزمتُها فهزمتْني”، مشيراً إلى أن علاقته بها متوتِّرة، وأن الحرب بينهما سجال، مرَّة له ومرَّة عليه؛ ولكن الكلمة الأخيرة لها، لهذه الكائنة الشرسة التي تأبى الخضوع والانقياد. ينتهي القتال دائماً بانتصارها، ولا يجد المرء بُدَّاً من مهادنتها ومسالمتها والاستسلام لها، وإن على مضض.
لن تتكلم لغتي > اقتباسات من كتاب لن تتكلم لغتي > اقتباس
مشاركة من Howrah Abdall
، من كتاب