كنت أقف أمام المرآة، ولم أستطع أن أتفادى الإحساس بقليل من الشفقة، قليل من الرأفة على هذا الوجه المجعّد، ذي العينين المتعبتين، على هذا الشخص الذي لم يصل ولن يصل أبداً إلى أي شيء، ما هو أكثر مأساوية ليس في كون المرء عادياً ومتوسط الأهمية ولكنه لا يعي ذلك؛ وإنما المأساوية القصوى هي في كونه عادياً ومعرفته أنه كذلك، وعدم رضاه عن هذا المصير مع أن مصيره هذا، من وجهة أخرى (وهنا أسوأ ما في الأمر) هو العدالة الصارمة.