"سقطت مع الآخرين في الماء تحاول السباحة باتجاه اليابسة بينما فر المُهربون مخلفين الأجساد تتخبط في الماء. حاولت جاهدة أن تسبح في مياه البحر الباردة، بل شديدة البرودة. أحست كأن شيئاً ما يسحبها للأعماق. تخبط بذراعيها وجه الماء فتحس بالاختناق، تفتح فمها محاولة التنفس، فيكظمها الماء مرة أخرى.
أغمضت عينيها فلفها الفراغ، فراغ انبثقت منه الكثير من الصور؛ أمها مبتسمة، وأخواتها الثلاث حولها يمسكن بأطراف ثوبها وينظرن لها قبل أن يتركنها ويغادرن…حاولت مناداتهن، لكنها لم تستطيع، كأنما هي بكماء، أو لكأنهن صم لايسمعن.
ثقلت أطرافها فاستسلمت لذلك الشئ الما…بلا مقاومة غاصت في الأعماق. استسلام لذيذ. أصبحت خفيفة أو متخففة جداً، بلا ذكريات، بلا أحزان، بلا وطن…جسد هلامي يذوب في اللاشئ. ففقدت كينونتها المادية وتسربلت بالاسترخاء. إنه الخلاص."
مشاركة من ليلى السياغي
، من كتاب