"لقد مات أغلب من كان على القارب. ماتوا غرقًا. الآلاف يموتون غرقًا بلا حول لهم ولا قوة. عاشوا نصف حياة وماتوا موتاً كاملاً. ابتدؤا رحلتهم والأمل يحدوهم، وانتهوا في الفراغ. استكانت أرواحهم أخيرًا في مكان ما. تفكر: هل سيذهبون إلى الجحيم؟ ولكن لأي ذنب سيذهبون إليه؟ لا، لا أظن. بل سيجدون فسحة جميلة في مكان ما هناك في الجنة، حيثما وجدت، بعيداً عن اليابسة وأرض لفظتهم وشردتهم حتى بلعهم الظلام.
ما كاد المليون شلن يكتمل حتى تولد معه هموم البحث عن مليون لفرد آخر!
ياخوفي على نفسي! نهرب منه، نفر بعيداً عنه، لكننا نلتقيه وجهاً لوجه، في وجوه المهربين، سكاكينهم المخفية تحت ثيابهم ورصاصهم تقتل من يشاؤون! ريح موسمية في هذا الوقت من السنة. البحر هائج لايرحم.
ثم نقع جميعاً في براثنه. يستقبلوننا بلطف، ثم ينشبون الموت فينا، ونعود محملين بالكثير من الحيوات، مخلفين وراءنا الفراغ. تسوق الأمواج الأجساد الى محطتها الأخيرة؛ إلى الشاطئ."
المؤلفون > ليلى السياغي
ليلى السياغي
07 مراجعة