إننا نخطو معصوبي العينين عبر الزمن محاولين استكشاف ماضينا باستخدام جزئي لحواسنا التي تطورت لدى أسلافنا من الكائنات الحية. وكان هدف المحافظة على النفس في مواجهة متغيرات الطبيعة وغوائلها هو العنصر الحاكم في تطور هذه الحواس وانتقاء المناسب منها في صراع البقاء للأصلح لبيئته وليس فقط للأقوى، بغض النظر عما تقدمه له من وصف حقيقي للعالم. فإدراك العالم بصورته الحقيقية مسألة رفاهية بيولوجية، يفوقها أهمية استمرار بقاء الفرد والنوع!
وما سهم الزمن في اندفاعه في اتجاه واحد إلا مجرد مقياس للأحداث بناه نظام إدراكنا للعالم.
وإنه من الحقائق المفزعة أن نعرف أن العالم الملون إنما يوجد في مخيلتنا فقط، فالألوان ما هي إلا وسيلة ابتكرتها مستقبلاتنا البصرية لتمييز العالم من حولنا!
مشاركة من Khairi Abd Elghani
، من كتاب