ما زالت صورة عماد حمدي على الحائط في المكان نفسه، على الحائط المقابل واحدةٌ مثلها تمامًا وهو يحمل الجوزة ذاتها في فيلم «ثرثرة فوق النيل»، يائسًا يقوم بالتخديم على أصحاب المزاج العالي، هو هو لم يتغيَّر – وإن صارت الصورة باهتة – وحل محله الآن آلاف يقومون بالتخديم على كل شيء. يقوم من مقعده لأول مرة يرى الصورة عن قرب، مكتوبٌ تحتها أنه ودع الدنيا بائسًا يائسًا، ودعها على شاكلة صورته، وودعته هي بركلة حذاء قديم، مقدمًا ليس في خزانته جنيه واحد، كما ودعت إدجار آلان بو وكافكا وموزارت، لم يزد عدد الذين مشوا في جنازةٍ كلٍ منهم عن عشرة أشخاص.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب