والمهم أنك بعد قراءة هادئة لما استطعت إليه سبيلاً من وقائع التاريخ، قراءة متجردة من العواطف والشعارات و«الكلام الكبير»، ستدرك فعلاً أن «الظلم لا يدوم وأن لكل ظالم نهاية»، لكن ربما كان لُبّ المشكلة في هذه الحياة الدنيا، أننا أيضاً كبشر لا ندوم، ولذلك لا نشهد نهاية الظلم إلا إذا كنا محظوظين، وهو ما يجعل التحدي المطروح على كل من يقاوم الظلم أو حتى يرفضه دون مقاومة، أمراً لا علاقة له بتفاؤله أو بتشاؤمه، ولا ببحثه عن النهاية السعيدة أو يأسه من مجيئها، وإنما مرتبطاً بقدرته على مقاومة الظلم أو رفضه، دون أن يربط ذلك برؤيته لنهاية الظالمين على حياة عينه، ومشاهدته للعدل وهو يتحقق في الكون، إن سلّمنا جدلاً أن هناك إمكانية لتحقق عدل كامل قبل أن تتوقف الأفلاك عن الدوران.
مشاركة من abdulkarim moawad
، من كتاب