ظلامٌ كثيفٌ، ليلٌ عميق، بردٌ قارسٌ، كلّ شيءٍ هامدٌ كأنّما ينتظر قدرًا غامِضًا، ألقت الأشجار رؤوسها على جذوعها يائسة، وذرّ التّراب نفسَه على الأرض مستسلِمًا. الحُداة ضلّوا، العارِفون خُدِعوا، والأولياء غرقوا في بُكاءٍ صامت، ورُغاء الجِمال في القوافل السّيّارة لم يعدْ مسموعًا. لا صوتَ غيرُ صوتِ الرّيح. الموت يمشي حافِيًا. الذّعر بلا قدمَين. العَتَمة سيّدة الأشياء، وحدها النّجوم الخجلى كانت تتراقص مثل ذبابة مصباحٍ يوشكُ أنْ ينطفئ في الأفق البعيد.
أنا يوسف > اقتباسات من رواية أنا يوسف > اقتباس
مشاركة من فادي العمري
، من كتاب