كان أرنبـي هو أرنب الكتابة، وبلاد عجائبـي هي اللغة، وكلّي توقٌ لمعرفة أي نوعٍ من الأرانب سيظهر لكلٍّ منكم، وأي نوعٍ من المغامرات ينتظركم، وتلك اللحظة الخارقة، التي يكتشفُ فيها كل إنسان مَن هو، وممَّ يتكوّن، وما هو دوره في الحياة لحظة ظهور الأرنب، إنها أجمل لحظة في حياتنا هل تساءلتم مرة: لماذا كان على ألِس أن تلاحق الأرنب؟ لماذا لم تتجاهلهُ وحسب؟
أنا أعتقد بأنه لا يمكنُ للإنسان - مهما حاول - أن يتجاهل أرنبه الخاص، وما أعرفه عن الأرانب أنها لا تتركنا أبداً، حتى لو تجاهلناها، أو تعمّدنا إغضابها، أو طردناها بقسوةٍ نعم، يحدث أحياناً أن تخيفنا المغامرة وأن نتصرّف بقسوةٍ مع الأرانب، ولكن هذه الأرانب مميزة جداً، لأنها تتفهّم خوفنا وتغفر أخطاءنا ولا تتخلى عنا أبداً، إنها ستظلّ تظهر وتظهر، تتقافز في المكان، تشدّنا من ثيابنا، تؤرجح آذانها الطويلة في الهواء، سوف تدفعنا للجنون والصراخ أحياناً، لأنها جادة جداً في المهمة الموكلة إليها، مهمة ندائنا.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب