المحاولات الأولى لتثبيت زمن الإنسان عبر الفوتوغرافيا تزامنت مع ازدهار الرواية؛ الفن الذي يحتفي بمجد البشر لا الآلهة
الفوتوغرافيا بدورها تسعى إلى تمجيد الكائن الفاني، وبعد أن كان الإنسان مجرد ظل لأصل مطلق خفي في الملحمة والتمثال صار الإنسان مركز الحياة في الرواية والصورة الفوتوغرافية، وانتعش نزوعه للخلود.
لا يمتلك كل البشر مهارات كتابة الرواية، لكن عددًا كبيرًا منهم وجد بين يديه الكاميرا الفوتوغرافية ثم كاميرات الفيديو لاحقًا، لكي يُرضي نزوعه إلى الأبدية.
منذ بداية ستينيات القرن العشرين حذر الفلاسفة وعلماء الاجتماع من ديكتاتورية الصورة ممثلة في وسائل الإعلام المرئية، دون أن تحظى تحذيراتهم بنجاح يُذكر. ومع تقدم الصناعات الإلكترونية بدأ الإنتاج الفردي للصورة على نطاق واسع، وتحول إلى هاجس طول الوقت.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب