وقف تاج أعلى الجسر ونظر إلى المقبرتين ثم إلى النهر وهو يتحدث إليه ،أصبح لك أصدقاء كُثر، فها هو الجسر يحتضنك بحافتيه ولكن لم يكفيك ذلك فاحتفظت لنفسك بقبس من الأرواح ، ها هو أثيوبي يؤنس وحدتك إلى جانب صديقنا رزانوف اليهودي ، وغداً أنضم أنا إليهم ، ثم ضرب بيده على سور الجسر وقال لا تنساني أنت أيضاً فقد كانت ضريبة بناءك باهظة ،احمل ذكرياتنا معك فنحن لم نتخل عنك أو نتركك إلا بالموت ، و حافظ على أرواحنا معك وتذكر أنك تعبر نهراً ولم توقفه أنت تربط بين الجميع ولا تتوقف أبداً عند أحد تربط بين المسلم والمسيحي واليهودي لا تنتمي لأحد بل انتمى للنهر ثم نظر إليهما ببسمة يحملها حنين كمن يودع أحباءه، قال تاج كلماته للنهر و نصائحه للجسر لتكون تلك الكلمات هي الأخيرة.
الأخدود > اقتباسات من رواية الأخدود > اقتباس
مشاركة من Mohamed Abdelaal
، من كتاب