كنا نظن لحظة أن عُقدت خناصر يمنانا بدبلتي الخطوبة أننا ملكنا مفاتح الجنان، لكن خنصرَيْ يسرانا فتحا لنا أبواب ما لا حبيبٌ رأى ولا شاعرٌ كتب ولا خطر على قلب عاشق،
صُهرنا في صبابة لوعة الهيام بردًا وسلامًا على قلبينا حتى ما عدنا نعرف رأس أولنا من أنامل ثانينا،
ذبنا في عسل المودّة شهرًا من الجنون كما أخبرتك سابقًا، حلّقنا في خلاله في شواهق سماء التيم حتى ذهلنا عن الدنيا في أبعد فندق في أهدأ بقعة في مصر ما يزعجنا فيها إلا هدير موج بحرها الهادئ.
وما انقطعت أسباب خمر الوصال الحلوة عن بناننا ولا عن شفاهنا ولا نزلنا من باسق مدارات ولْهِنا حتى بعد أن حطت أجنحتنا عش الزوجية ووطئنا تكاليف الحياة ودرنا في ضجيج عجلاتها، إن هي إلا ساعات يقضيها كلٌّ منا في مستشفاه حيث يعمل ثم نعود لاهفين إلى وكرنا فما نشتهي منه خروجًا.
مشاركة من محمد الشافعي
، من كتاب