رواية : على ضفاف نهر التسعين
للكاتب : محمد عبد العزيز الشافعي
(ماذا بعد الصفر يا سليم)
تقولها فلا تكاد تحبس دموعك من الانهمار وتذكر نفسك انها فقط رواية تقرأها انت في اتوبيس العودة من العمل وحولك زملاء العمل
نعم يغوص بك الكاتب كعادته في كل اعماله لتصبح كمن سكن جسده مجموعة من الجن ولكنهم ليسوا جنا ولكن هم ابطال رواية تمسك بها بين اصابعك ولكنها في الحقيقة هي من تمسك بتلابيب روحك وتضرب فيها بامواج شاهقة من المشاعر المختلفة لمجموعة من الابطال بظروف مختلفة تتشابك تجاربهم وظروفهم سويا
تسطيع ان ترى في كل مكان في حياتك ومن حولك كل الشخصيات التى عشت تجربتها في هذه الرواية
وتذكرك بذلك الصراع الدائم بين العقل والقلب في اختيار الشريك الذي ستأمن به من وحشة الدنيا وصعوبتها فيندفع القلب ويحاول القلب شد لجامه من الاندفاع ، فالقلب قد يغلب في بداية الامر ولكن مع مرور الزمان تنخفض حرارة مشاعرة ليدرك سوء اختياره فيسرع مستنجدا بالعقل صارخا له ان ينقذه ويجد له حلا او يظل في سكرته حتى تتحطم احلامه على صخور الواقع القاسية فيشقى المرء باستبداد قلبه وتجاهل اصوات عقله
نعم فالحب وحده لا يكفي
وايضا دمج الكاتب كل هذه التجارب بقضية الايمان والالحاد بطريقة بسيطة ومناقشات هادئة يملئها الحب بين اطراف الحوار ولم يغلب هذه القضية على الرواية فتاخذ طابع فكري ولكنها تحكي عنك وعنى وعن تلك الفتاة معك في العمل وهذه الجميلة التي رايتها تعمل في ذلك المطعم وتلك القديسة التي اتت من زمان اخر تتصارع على تتويج جمالها في ناظريك الفضيلة والانوثة وكيف تغير كثير منا في العقد الاخير استجابة للعواصف السياسية والفكرية الاجتماعية التي زلزلت بلادنا واصبح كل منا يسأل نفسه دائما من انا ومن نحن وهل كنت افضل ام الان
وطوال مسيرك بين صفحات هذه الرواية تكبل قلبك المحترق كقلب سليم الذي يود القفز الي الصفحات الاخيرة ليطمئن قلبك وقلبه ان هذا الحب الذي عشت معه بحواسك كل هذه الصفحات على امل الا ينتهي سيعيش وان القلب سينتصر على العقل في النهاية
واعجبني كثيرا اسم الرواية فقد نبتت تلك الزهرات وحكاياتها على ضفاف هذا النهر وهو نهر الحياة الجديدة بشكلها الذي اختلف في العقد الاخير وتصويره بهذا الشارع الذي اصبح في العقد الاخير ينبض بالحياة بشكلها الجديد في بلادنا
رواية جميلة وماتعة واتمنى التوفيق المستمر للكاتب
مشاركة من محمد الشافعي
، من كتاب