من هنا وقع الفصل مرّة أخرى بين القومية العربية و"الإسلام السياسي" الذي كان يضم هذه المرة حكومات دول فضّلت مهادنة الدول الاستعمارية والسير في صف الليبرالية الإمبريالية ضداً على الاتحاد السوفياتي والكتلة الشيوعية من جهة، وابتعاداً عن حركات التحرير في العالم الثالث وضمنه الوطن العربي من جهة أخرى، فوقف بعضها موقفاً سلبياً من القضية العربية، قضية فلسطين وقفية التحرر العربي عامة. وفي خضم هذا الصراع ظهر منظّرون وإيديولوجيون حاولوا، تحت ضغط هذه الملابسات، وربما بدوافع أخرى أيضاً، التنظير للقومية العربية مع السكوت عن الإسلام واستبعاده صراحةً أو ضمناً. فكان من الطبيعي أن يقوم رد فعل مضاد يعتبر"الإسلام" كمقوم أساسي وأولي للهوية وليس "العروبة".
مشاركة من sara ssara
، من كتاب