ذلك أن الوعي بالهويّة إنما يتحقق من خلال الوعي بالآخر. والإسلام، حين البعثة المحمدية، بدأ في بيئة عربية محض وكان الوعي بالأنا لدى صحابة الرسول يتشكل عبر الآخر، الذي كان في بداية الأمر هم مشركو مكة "ومن حولها". ومع اتساع رقعة الإسلام، داخل الجزيرة العربية نفسها، أخذ الوعي بـ "الأنا/ الإسلام" كدين يقترب من التطابق مع "الأنا/ العرب" كقوم. وقد برز هذا واضحاً في عهد عمر بن الخطاب الذي تحققت فيه انتصارات عديدة على إمبراطوريتي الروم والفرس، وتم فيه إسلام كثير من الشعوب التي كانت تحت حكمهما. ففي هذا العهد، والذي يليه، أصبح "الأنا" والـ "نحن" يتحددان داخل الدولة العربية الوليدة كما يلي:
الهوية.. العولمة.. المصالح القومية > اقتباسات من كتاب الهوية.. العولمة.. المصالح القومية
اقتباسات من كتاب الهوية.. العولمة.. المصالح القومية
اقتباسات ومقتطفات من كتاب الهوية.. العولمة.. المصالح القومية أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
الهوية.. العولمة.. المصالح القومية
اقتباسات
-
مشاركة من sara ssara
-
عندما نتحدث عن "الأمة العربية"، كما تقوم اليوم في وجدان شعوب الوطن العربي، فنحن نتحدث عن كيان نشأ وتطور مع الإسلام وانتشاره. لقد بدأ هذا الكيان في التشكل "دستورياً" مع "الصحيفة" المعروفة بـ ""صحيفة النبي"، وهي عبارة عن ميثاق "قومي" أبرمه النبي-صلى الله عليه وسلم-بعد الهجرة مع سكان "المدينة" من عرب ويهود. كان هذا الميثاق "قومياً" بالفعل لأنه أكد في أحد بنوده أن المهاجرين والأنصار واليهود هم جميعاً "أمة واحدة"، متضامنون متعاونون ضد أي اعتداء خارجي. فها هنا "وحدة
مشاركة من sara ssara -
من هنا وقع الفصل مرّة أخرى بين القومية العربية و"الإسلام السياسي" الذي كان يضم هذه المرة حكومات دول فضّلت مهادنة الدول الاستعمارية والسير في صف الليبرالية الإمبريالية ضداً على الاتحاد السوفياتي والكتلة الشيوعية من جهة، وابتعاداً عن حركات التحرير في العالم الثالث وضمنه الوطن العربي من جهة أخرى، فوقف بعضها موقفاً سلبياً من القضية العربية، قضية فلسطين وقفية التحرر العربي عامة. وفي خضم هذا الصراع ظهر منظّرون وإيديولوجيون حاولوا، تحت ضغط هذه الملابسات، وربما بدوافع أخرى أيضاً، التنظير للقومية العربية مع السكوت عن الإسلام واستبعاده صراحةً أو ضمناً. فكان من الطبيعي أن يقوم رد فعل مضاد يعتبر"الإسلام" كمقوم أساسي وأولي للهوية وليس "العروبة".
مشاركة من sara ssara -
ستبقى مسألة الهويّة في كل قطر عربي مرتبطة بخريطتين: واحدة جغرافية قطرية، وقوامها مجموعة بلدان تفصل بينها حدود سياسية، و"خريطة" تاريخية فسيفسائية قوامها ممالك ودول متعاقبة متزاحمة متنافسة حيناً، متعاونة حيناً آخر…وفوق الخريطتين خريطة جديدة هادفة إلى دمج فسيفساء التاريخ في الجغرافيا، ودمج الحدود الجغرافية في العولمة المذيبة للحدود!
مشاركة من sara ssara
السابق | 1 | التالي |