أطرقت مناير، فهي لا تستطيعُ أن تخبر هدى بما حدث. لأنها في نهاية المطاف؛ أمها، أم تقليدية مسكونة بالعيبِ والحرامِ والخطأ والآخرين. ما الذي بوسع مناير قوله؟ أنها أحبّت رجلًا كما لم تحب أحدًا قط، حبًّا اقتلع قلبها من مكانه وجعلها تصدّق أنَّ لها قلبًا، ثم هجرَها؟ أنها تبدو غير قابلة للحبّ ولها جوفٌ فارغٌ ترتعُ فيه العناكب؟ أنها تحتاج أن تلوم أحدًا على تعاستها، وأنَّ صدمات الطفولة سببٌ وجيه؟ أنَّ من حقّ الضحية أن تحصل على صكّ الشرعية لألمها، أن تقولَ هذا ما حدث لي، وهذا ما أنا عليه، ثمَّ ترفع وسطاها في وجهِ العالم مثل أولاد الشَّوارع؟
السندباد الأعمى : أطلس البحر والحرب > اقتباسات من رواية السندباد الأعمى : أطلس البحر والحرب > اقتباس
مشاركة من مي قاسم
، من كتاب