وما المُحصِّلة..؟
من طول عشرتك للموت ولكُلِّ خَضَّةٍ من خضاته تغدو إنسانًا آخر غير الإنسان الذي يعيش فيك وخلاياه هي خلاياك..
إنسان هو هو الطول والعرض ونبرة الصوت وكل ما يرى منك ويسمع، الجوهر، القلب، النَّفْس، أو سمِّه بالاسم الذي تراه، فذلك الشيء أو تلك النطفة التي بداخل الداخل وشفراتها ليست طَوْعَ أمرك هي التي تتبدل وتأتي بما يخالف نواميس الحياة، ولا تعودُ تنظرُ للموت بمنظار الرجل المعتاد، تستخفُّ به، فكلما بغى عليك قلَّ في قلبك الخوف وتجرَّأت عليه أنت الآخر، وليس في الأمر معادلة بقدر ما أن هذه هي الَنفْس: كلما انكشف الشيء المغلق عليها قلَّت مهابته، فإذا عاشرتَ الشديدَ المؤذي الذي يقتلُ ببساطةٍ كبساطةِ عَقْدِك لرباط حذائك أو لخطوةٍ تخطوها وأنت تسير، وإذا رآك ورأيته طوال الوقت.. وإذا.. وإذا.. جرده الاعتياد في عينيك من صفاته التي يخشاها غيرك، وأصبحت تستهين، وقد تنتابُك بعض الجسارة..
بورسعيد 68 > اقتباسات من رواية بورسعيد 68 > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب