يا الله؛ يا أكثر من أُحبُّ، ويا أكثر من أفتقدُ. يا حبيبَ القديسين. يا إله المجرمين. يا صديق الأطفال. يا أمل العجائز. كم حرمونا من الحياة، باسمك يا واهب الحياة. قد أكون متّسخًا ببقع العيش، ملوثًا بالخطيئة، وأكثر دناءة من أن أُحدّثك، لكني أُحِبك. سأصّلي لك من أعماقي، وإن جوعتني وأتعبتني وأحرقتني وأضنيتني. من قاع هذه المزبلة التي أقطنها، سأمجدك، وسأفنى بالتسبيح لك. سأكره كل من ينكرك، وإن كرهت أنت ذلك. فأنت الله، ولا يسعني أنا سوى فعل ذلك.
أعيشُ بلا جدوى. أضيء الشعلة والريح أقوى. أُغني للغد والغد لا يأتي. أجرجرُ طوعاً في طريق العيشِ. غدوتُ جثةً، فحرامٌ أن تركل الجثث أيها العالم.
جئتُ ولم أشاهد فيك أفظع من مشهدِ إنسانٍ يذبحُ إنساناً. إنك جامعُ السفلة وعرين القتلة. كهفَ قابيل وإخوة يوسف. وفي أزمنةٍ كهذه، بات من المخجل أن يتحدّث المرء عن السعادة. فمن غير الأخلاقي أبدًا أن تُعبر عن فرحك في وسط هذا المأتم. غير أن الشاق فعلًا يتمثّل في من يهْذي عن جمال الحياة طوال الوقت، دون توقف، مستغرقًا في الغَرفِ من قدور الإنكار.
تأملتُ النّاس، وأدركتُ أن البؤس قد اتسع لنا جميعًا. لقد جاءت صَرَخاتنا احتجاجًا على القدر، صفعةً له، رفسةً على وجهه، رجاءً مقهقرًا. إلهي، ألا تهتزُ لصَرَخاتنا السماوات؟ ألا تخجل الجنّات من نعيمها بوجود كل هذا الشقاء على الأرض؟ ألا يغارُ الجحيم بوجود عذابٍ أعظم منه؟
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب