تتغير الدنيا في عينيك حين تندفع لتحيا من أجل شيء ما. فكرتُ وأنا أجلس ريثما تمتلئ الحافلة في مجمع الباصات القديم، ثمة أغنية تصدح من مكان قريب، لا بد أنها صدحت مرارًا، ولكنني لم أعِرها انتباهي، وضحكات ما كنت لأسمعها لو لم أكن في مزاج جيد، رائحة القهوة والسجائر في كل مكان، تمنيت لو أنني أدخن من أجل لحظة كالتي أعيشها الآن، إنها لحظة أتمنى لو تستمر. لحظة غرقت بها في الحياة، وأحسست أنني كائن دنيوي كامل بلا منغصات أو أسئلة وجودية. كنت أفكر بالطريقة التي سيبهرني بها الأزرق حين أزوره للمرة الثانية اليوم، وعن المادة التي سأتفرد بكتابتها عن هذا الكائن المدهش. سيكون لهذه المقابلة وزنها في عالم الأدب. قلت الجملة الأخيرة بصوت عالٍ على ما يبدو؛ ما جعل الراكب إلى جانبي ينظر إليَّ باستغراب، لم أشاهد نظرته التي جاءتني من زاوية معتمة، ولكنني شعرت بها فوق جلدي.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب