في السابع والعشرين من مايو عام ١٩٤٨، توصلت أطراف الدعوى التي رفعتها الإرساليات الأمريكية ضد شركة توماس كوك وشركة الإسكندرية للملاحة في محكمة نيويورك إلى اتفاق ودي ينهي القضية. وافق المدَّعَى عليهم على دفع نصف المبلغ المطلوب للتعويض؛ أي على اثني عشر ألف دولار. حصلت البعثة على تسعة آلاف وخمسمائة، وذهب ما تبقى للمحامين.
كانت الدعوى قد رُفضت قبلها بعام واحد، ثم سعى المحامون وراء الاستئناف، بحسب ما تقول الوثائق المستقرة في أكثر من حافظة أوراق خاصة بزمزم، اطلعت عليها في الأرشيف الوطني الأمريكي.
استندت الدعوى على الدعاية التي وصلت مكاتب الإرساليات ودفعتها للاطمئنان إلى فكرة سفر أفرادها على متن زمزم. قيل لهم حينها إن المخاطر ضئيلة أو تكاد تكون معدومة؛ لأن الباخرة تسافر تحت علم مصر المحايدة وستتجنب مناطق القتال، وبالنسبة إلى الأطفال فإن الباخرة ستكون بمثابة جنة لهم.
لا يبدو أن فكرة التعويضات هذه كانت متاحة للناجين المصريين. سواء عبر مقاضاة حكومة بلادهم، أو الشركة التي عملوا فيها، أو حتى النظام النازي عن سنوات سجنهم.
انتهى حديث الصحافة المصرية عن البحارة وما جرى لهم باستغاثة حزينة مقتضبة من حسن خليل حسن نيابة عن زملائه، أرسلها إلى جريدة المقطم في السادس من يناير عام ١٩٥١، يرجو حكومة الشعب أن تنصفهم بعد عشر سنوات مما جرى لهم.
على بلد المحبوب > اقتباسات من كتاب على بلد المحبوب > اقتباس
مشاركة من Enas Al-Mansuri
، من كتاب