من بين ما كشفه لي العمل على مشروعي عن زمزم، أهمية الوثيقة والذكرى، وكيف أن الحكايات المسجلة من جيل إلى جيل تحفظ تلك القيمة، وتذكر الإنسان بتاريخه الشخصي وبأهميته كفرد في بنية العالم. كيف كانت مصر في بؤرة الحدث، وكيف وحدت آثار الحرب وأهوالها مشاعر الناس وخوفهم من المجهول وتوقهم للنجاة؟
على بلد المحبوب > اقتباسات من كتاب على بلد المحبوب
اقتباسات من كتاب على بلد المحبوب
اقتباسات ومقتطفات من كتاب على بلد المحبوب أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الكتاب.
على بلد المحبوب
اقتباسات
-
مشاركة من Enas Al-Mansuri
-
منذ وقع بصري على ذلك الخبر الصغير عن غرق سفينة مصرية في المحيط خلال الحرب العالمية الثانية؛ سيطرت القصة عليَّ. عام كامل من البحث واللقاءات والقراءات كشف لي كل سطر فيها جانبا ساحرا من حكاية أدهشني أن تفاصيلها غابت عن النشر والتوثيق المستحق في بلدي.
مشاركة من Enas Al-Mansuri -
وإنك لتنظر إلى سيدات برلين المشهورات بالأناقة والنظافة، فيخيل إليك أنك في بلد جميع سكانه من المتسولين، والأنيقة منهن هي التي ترتدي ثوبا ليست فيه إلا رقعة أو رقعتان، ومعظم السيدات هناك مجندات، أما المدنيات فقد حطمت الحرب أخلاقهن.
وقد قال لي أستاذ ألماني في إحدى الجامعات:
لقد دمرت الحرب برلين. ودمرت معها ما شيَّدناه من عشرات السنين، من آداب وأخلاق ومدنية.
مشاركة من Enas Al-Mansuri -
عاملان أساسيان ساهما في ندرة الأخبار عن غرق زمزم، والمحطات الأهم في رحلتها ومصير بحارتها في الصحافة المصرية. الأول أنه قُدِّر لها في ثلاث مرات أن تشهد البلاد أحداثًا كبيرة تجذب الضوء بعيدا عن معاناة طاقمها. حين غرقت كانت مصر تعيش آثار واقعة فشل هروب عزيز المصري ومن معه، وبعد شهر حين بدأ يتضح مصير من عليها كانت الحكومة تعلن القبض على الرجل وتتأهب لمحاكمته.
مشاركة من Enas Al-Mansuri -
في السابع والعشرين من مايو عام ١٩٤٨، توصلت أطراف الدعوى التي رفعتها الإرساليات الأمريكية ضد شركة توماس كوك وشركة الإسكندرية للملاحة في محكمة نيويورك إلى اتفاق ودي ينهي القضية. وافق المدَّعَى عليهم على دفع نصف المبلغ المطلوب للتعويض؛ أي على اثني عشر ألف دولار. حصلت البعثة على تسعة آلاف وخمسمائة، وذهب ما تبقى للمحامين.
كانت الدعوى قد رُفضت قبلها بعام واحد، ثم سعى المحامون وراء الاستئناف، بحسب ما تقول الوثائق المستقرة في أكثر من حافظة أوراق خاصة بزمزم، اطلعت عليها في الأرشيف الوطني الأمريكي.
استندت الدعوى على الدعاية التي وصلت مكاتب الإرساليات ودفعتها للاطمئنان إلى فكرة سفر أفرادها على متن زمزم. قيل لهم حينها إن المخاطر ضئيلة أو تكاد تكون معدومة؛ لأن الباخرة تسافر تحت علم مصر المحايدة وستتجنب مناطق القتال، وبالنسبة إلى الأطفال فإن الباخرة ستكون بمثابة جنة لهم.
لا يبدو أن فكرة التعويضات هذه كانت متاحة للناجين المصريين. سواء عبر مقاضاة حكومة بلادهم، أو الشركة التي عملوا فيها، أو حتى النظام النازي عن سنوات سجنهم.
انتهى حديث الصحافة المصرية عن البحارة وما جرى لهم باستغاثة حزينة مقتضبة من حسن خليل حسن نيابة عن زملائه، أرسلها إلى جريدة المقطم في السادس من يناير عام ١٩٥١، يرجو حكومة الشعب أن تنصفهم بعد عشر سنوات مما جرى لهم.
مشاركة من Enas Al-Mansuri
السابق | 1 | التالي |