ـ إنَّ مهمَّتنا الأساسيَّة هي الحرص على أن تتمّ عمليَّات الاختفاء دونما إبطاءٍ، والتعجيل بامِّحاء الذكريات التي لم تعد فيها فائدة. لا فائدة في الاحتفاظ بذكرياتٍ لا طائل من ورائها. أليس كذلك؟ حين تصيب الغنغرينا إصبع القدم، ينبغي التعجيل ببترها، وإلَّا خسرنا القدم بأكملها. الأمر شبيهٌ بذلك. المشكل الوحيد هو أنْ لا شكل للذكريات والقلب. يستطيع الإنسان أنْ يجعل منها سرَّهُ، ويخفيها. وبما أنَّ الخصمَ خفيٌّ، فنحن أيضًا نشتغل بسرِّيَّة. إنَّها عمليَّةٌ دقيقةٌ جدًّا. أن نكشفَ سرًّا لا شكلَ له، وأن نحلِّله، ونصنِّفه، ونعالجه، وينبغي بالطبع أن نحميَ أنفسنا بأن نحفظ السرّ بدورنا. هي ذي غاياتنا.
شُرطةُ الذاكرة > اقتباسات من رواية شُرطةُ الذاكرة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب