"ذكرياتي لا تتبدَّد تمامًا، كأنَّما اجتُثَّت من أصلها. فحتى وإن بدت أنَّها اندثرت إلَّا أنَّ بقيَّةً مبهمةً منها تظلُّ في مكانٍ ما".
شُرطةُ الذاكرة
نبذة عن الرواية
عالمٌ بأكمله شيّدتْه هنا يوكو أوغاوا قطعةً قطعةً:جزيرة تختفي منها الأشياءُ والمخلوقات، وتتلاشى فيها العواطف. نساء ورجال يتخلّون عن ذكرياتهم أو يحتفظون بها سرًّا. أجهزةٌ وتنظيماتٌ تتعقّب الذكريات وتحرص على اختفائها. إنّها روايةٌ باهرةٌ نجحتْ في خلق المفارقة: بِناءُ عالمٍ قوامُه الاختفاءُ والامّحاء. أُدرجتْ رواية "شُرطة الذاكرة" ضمن اللائحة القصيرة لجائزة Booker العالميّة للعام 2020. يوكو أوغاوا: روائية يابانية حصدت كلّ الجوائز الأدبيّة اليابانيّة الكبرى. صدر لها عن دار الآداب: "حوض السباحة"، و "غرفة بيضاء مثاليّة لرجل مريض"، و"حذاءٌ لك".التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 367 صفحة
- [ردمك 13] 9789953897035
- دار الآداب
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية شُرطةُ الذاكرة
مشاركة من شمس.
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
"ذكرياتي لا تتبدد تماماً، كأنما اجتُثت من أصلها. فحتى وإن بدت أنها اندثرت إلا أن بقية مُبهمة منها تظل في مكان ما. إنها مثل تلك البذور الخفية التي قد يحدث أن يهطل عليها المطر فتنبت من جديد. ثم، حتى وإن غابت الذكريات، فإن شيئاً منها يظل حاضراً في القلب. رجفة، أو ألم، أو فرحة، أو دمعة."
رواية "شرطة الذاكرة" هي التجربة الأولى لي مع الكاتبة "يوكو أوغاوا"، والتي ستجد لها شهرة ليست بقليلة خارج اليابان وداخلها، وعندما قرأت هذه الرواية تفهم سر هذه الشهرة، لأن الكاتبة تستحق كُل ذلك، مع بعض التحفظات حول هذا العمل.
تبدأ الحكاية بتفصيلة خيالية مُثيرة للاهتمام، ألا وهي اختفاء الأشياء على حسب أهواء السُلطة، تبدأ الأشياء التي تختفي بأشياء بسيطة للغاية تكاد لا تشعر بأهميتها، ثم تتدرج وتتصاعد حتى تُصبح أشياء أساسية، هامة، لا يُمكن العيش دونها، فتقرر السلطات فجأة أن تختفي مهنة ما، أو الروايات، أو طعاماً ما، أو حتى جزءاً من الجسد! ولتنفيذ تلك الاختفاءات عُينت إدارة للسيطرة عليها وضبط الخارجين عن تعليماتها تُسمى باسم "شرطة الذاكرة"، وهي هيئة تعسفية غاشمة، لا تفهم شيئاً إلا الأوامر والقوانين، مهما كانت غير قابلة للتطبيق، فتداهم البيوت ليلاً أو صباحاً، تقبض على المُتهمين مهما كان عمرهم أطفالاً كانوا أو كبار السن، تُعذبهم، وتذيقهم المرار، ويختفوا بالأيام والشهور في أحسن الأحوال، في أسوأها لا يظهروا مرة أخرى أبداً! فكيف يعيش أهل هذه الجزيرة في ظل كل تلك الإختفاءات؟
تلك البداية وعدت بأشياء وأحداث كثيرة، ولكن ركزت الكاتبة على مشاعر البطلة فقط، وبعض المحيطين بها، كتاريخ عائلتها، والجد، وناشرها "ر"، وكُل تلك الأفكار الخاصة بالذاكرة، تلك المُعضلة الفلسفية بشكلاً ما أنه لو أختفى شيئاً من أمامك، فهل يسقط من الذاكرة؟ هل عدم وجود الشيء في الوقت الراهن يعني أن العقل ينساه؟ أو القلب؟ هذا ما وجدت الرواية تدور حوله، ولكن بتمطيط شديد في الأحداث، رغم تعلقي بالأجواء الباردة، وعلاقات الشخصية المُركبة، ولكن أفضل ما أعجبني في الرواية، هو الرواية التي بداخل الرواية، فمهنة البطل هي روائية، لها أعمال عديدة في جزيرة لا يقرأ أهلها، ولكنها تكتب، فكانت تكتب رواية وجدت فيها من تشويق وإثارة ومعنى أكبر مما في الرواية الأساسية نفسها، كنت أترقب الفصول التي تمن علينا الراوية بها من روايتها، وكيف أنني لاحظت بعض التشابهات بين ما تكتبه الراوية، وبين ما تعيشه، فكلتا البطلتين لا يتكلمان، كلتاهما واقفتين مكانهما لا تُحاول حتى الخروج من هذا المأزق، حتى لو حانت الفُرصة لذلك.
"إن كنتُ أبكي بلا سبب، فربما لأن قلبي بلغ حداً من الوهن، حتى ما عاد بإمكاني أن أساعد نفسي!"
ختاماً..
هذه رواية تحمل دفئاً رغم برودة الجو، مليئة بالتفاصيل والنقاشات حول كُنه الذاكرة، فلسفة فريدة من نوعها تحمل سودواية مُحببة للنفس ليست غريبة على أجواء الأدب الياباني عموماً، ولولا الاستطراد الزائد عن الحد في بعض الأحداث، وعدم وجود أحداث تلائم جمال الفكرة الأساسية لكانت لهذه الرواية شأناً أكبر عندي. لكنها وبلا شك تجربة تستحق أن تمر بها.
-
إبراهيم عادل
الرواية نموذج للفكرة الجميلة التي لم يتم الاعتناء بتفاصيلها جيدا .. فتخرج باهتة وضعيفة ..
كان لدى يوكو أوغاوا فرصة ذهبية لكتابة رواية ديستوبية من طراز خاص .. بفكرة براقة مثل اختفاء الأشياء تدريجيا من الجزيرة .. ووجود جهاز شرطة يخضع له الجميع يطارد ذكريات الناس عن هذه الأشياء ..ولكن للأسف تاهت الرواية في تفاصيل ثانوية، وجعلت البطلة كاتبة تكتب عن شخصية تفقد صوتها تدريجيا (فكرة أخرى جذابة) .. ولكننا لا نخرج من الفكرتين بشيء
-
غادة
سحبت عالكتاب ما عدت أقدر أتحمل، غصبت نفسي عشان نادي الكتاب إلي أنا مشتركه فيه ومع ذلك بس وصلت الفصل 15 وسحبت عليها وباقي فصول كثيرة!! الرواية خلتني اتذكر سبب كرهي للروايات الأدبيه؛ لانها فعليييياا فلسفه، فتصير ما تدري وش السبب وراء القصة والاحداث بس وصف في المشاعر والاحاسيس والفكرة نفسها عشان تطلع المغزى وراء الكتاب!!! الله يقلعك بس انت وفكرتك طفشتونا، انا ابغا اقرا قصة اما الفلسفة خلوها بكتب الفلسفة حقتكم وما فيها شئ لو صارت الروايات الادبيه قصصها حلوة وتحمس ليش لا!!! عموما القصة تتكلم عن البطلة وببعض الفصول تكون عن بطلة روايتها!! بعنيي التعليق لا تعليق!!! وش علي من عالم رواية البطلة!! خلصت 44٪ من الكتاب والواضح لي مو ناوين يفسرون أشياء كثير مثلا السبب وراء الاختفاءات الي في عالمهم وفقدانهم للذكريات او وش الي ورا الجزيرة، فعليا زي ما قلت لكم الكتب الادبيه ما تركز عالمشكلة نفسها وكيفية حلها او و وش السبب وراها، لااا!! يجوون يقلبونها دراما وايش مشاعرنا وكيف وصف حياتنا ومعلومات ومحادثات مالها نهاية لا تسمن ولا تغني من جوع.
-
شمس.
عمل عظيم، رغم أنّ العمل قصير نسبيًا، إلا أن فكرته عميقة، وهي رواية بداخل رواية، وكِلتا الروايتين تتقطعان في خاتمة الطريق وتُفضيان للنتيجة ذاتها، الفكرة الأولى -أي الرئيسية- تحمل الإختفاءات المادية، والأخرى تبدأ من الإختفاءات الغير ملموسة، تُجسد كِلتاهما فكرة التعود، فمع كلِ فقد وفي كلِ فجوة -وإن كنا لا نستطيع ردمها بالضرورة- إلا أننا في نهاية المطاف نعتاد ونُذعن. وأراها أتقنت إدراج التدرج في التعود حيث كان الأمر جللا وعظيما في البداية إلا أنه في نهاية المطاف يغدو بديهي ولا بُد منه.