يصرخ الجمع المحتشد بشدة مندهشين مما فعله الرجل الكهل، وينطلقون ليحملوا الفتى، الذي بدت على وجهه كل آيات التعجب، يكاد قفصه الصدري أن ينفتح كبوابة أوتوماتيكية، يفر منها قلبه. ووسط جلبة الجميع، يقومون بإدخاله في غرفة صغيرة، وإجلاسه على كرسي معدني، ثم يخضعونه لعملية سريعة، يقومون فيها بتوصيل بعض الأسلاك بجهازه العصبي، وإدخاله في عالم افتراضي يعيش فيه ألف سنة، حياة خالدة، يتمتع بكل ملذات الحياة، كمكافأة له لفوزه في المعركة، ولما تنتهي اللعبة في غضون بضع لحظات، يفكون الأسلاك عنه، وما إن يستيقظ حتى يصاب الفتى بصدمة عظيمة، وبعد عدة ساعات من إقناعه بأنه لم يترك مكانه سوى بضع لحظات، وتقديم العصائر له، والمهدئات، والخمور، والمكيفات، وبعض الفانيات العذارى كي يضاجعهن، فتسترخي أعصابه تمامًا... يلتفون حوله لأسابيع وشهور في دائرة كبيرة، ليحكي لهم عما حدث له من مغامرات، وما قضاه من مصاعب وأهوال ومواقف، طيلة ألف عام، داخل اللعبة. عندما يأتي بموقف ضاحك، يضحكون بقوة، وعندما يأتي بموقف قاسٍ، يبكي بعضهم بحرقة، ويطلب البعض الآخر مشاهدة تلك المقاطع التي قضاها في حياته الخالدة المؤقتة، فكل لحظة عاشها الفتى مسجلة هناك، في اللعبة.
هيدرا > اقتباسات من رواية هيدرا > اقتباس
مشاركة من Ahmed AlSadek
، من كتاب