وفي إحدى المرات أجرى أحد الباحثين الخالدين تجربة مثيرة على أسماك الكوردو، فأسمعهم مقاطع موسيقية من السلم الشرقي، التي تحتوي على الربع تون، كالراست والبياتي والصبا، فما كان من الكوردو إلا أن عبروا عن ضحكهم تارة، وأسفهم تارة أخرى، ولما استفسر العالم الخالد عن ذلك، أصدروا نغمات تفيد بأن لديهم في لغتهم أساليب محددة للتعبير عن بعض المشاعر الكوردية، مثل الاستسماح، الاستجداء، التغنج، الحزن، النواح... فإن كان الموقف يستدعي الغنج مثلًا، كأن تتغنج أنثى الكوردو على ذكرها، أو تتدلل الابنة على أبيها؛ تصدر ما تريد قوله في مقام البياتي بدلًا من الكُرد، وفي الراست بدلًا من العجم. أما في حالات الصراخ والعويل وندب الحال، فمقام الصبا يصبح هو اللحن المسيطر في المشهد.
المؤلفون > أحمد الصادق
أحمد الصادق
32 مراجعة