وفي يوم ذهبنا متفرقين إلى الأستاذ.. وكنت قد دعوت الاثنين إلى ذلك. وأذهلني أنهما لم يجدا في الأستاذ العقاد ما أجده أنا. سألتُ واحدا منهما: هل هذا الذي قاله الأستاذ عن معجزات الأنبياء، وما قاله الأستاذ عن المرأة والفرق بين الحب والعشق، والذي قاله الأستاذ عن الديمقراطية في بريطانيا والفاشية في إيطاليا وألمانيا وروسيا، وهل كل ذلك شيء مألوف؟.. هل هو مألوف بهذه البساطة؟.. هل رأيت رجلا تجمعت له العظمة والعزة والكبرياء والبساطة كما وجدت عند العقاد؟ أجاب أحد الصديقين: إنني لا أجد الراحة معه.. إنه أب يركب كتفي مدرس، ومدرس يركب كتفي فيلسوف، وفيسلوف يركب كتفي فقير هندي، وفي يده كرباج يشوي به ظهور الجالسين جميعا وأنت منهم! وقال الثاني: إنني أشعر ببرودة شديدة.. برودة الحديد والصلب.. ولكنني أفضل الذين في مثل سني، وفي مثل بساطتي.. أو جهلي.. والذين إذا تكلموا تلعثموا.. وفكروا وترددوا.. وتحيروا.. ولكن العقاد لا يتلعثم ولا يفكر.. إنما الكلام يخرج من فمه ورقا مطبوعا.. ويدخل في أذنيك دون إذن منك..
مشاركة من المغربية
، من كتاب