كان حينها قد أكمل بالكاد عامه الثاني في سجن "الساير"، مريسيلية تدخل حياته متمهلة، يحس الوحشة رغم من حوله، يذكر الموت ويعلم أنه بعيد عنه، يتمناه ويخشاه، لن يموت قبل أن يدرك ثأره، هذا ما يريد، لكنه متعب أرهقته حياته جدًا، كلما ظن نفسه حرًا زادت أغلاله. فرح بنجاته من قيد نزوات سيده الأوروبي ليقع في بطش سيده التركي ونزوات ابنته، عبر النهر إلى أم درمان وقد ظن عذابه تهدَّم مع جدران مدينة الخرطوم، فأسره الجوع، فرّ إلى بر مصر فوجد نفسه رقيقًا مرة أخرى، عاد بعد عام إلى أم درمان لتأسره "حوّاء" .. ثمل برقها وحلم بحياةٍ جديدة .. توهَّمها فتركت له ثقل الثأر هل ينجيه من أغلاله سوى الموت؟ لكنه يستحي أن منها أن يموت وما انتقم لها!
شوق الدرويش > اقتباسات من رواية شوق الدرويش > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب