فراسة الفم
قد يصمت اللسان، والشفاه الساكنة أفصح ما يعبر عن الجنان؛ برسائل تنفذها إلى القلب بطريق العينين (لا الأذنين) فتبثُّ ما يكنُّه الضمير من حب أو بغض، أو فرح أو غضب، أو عتب أو اعتذار، فتردُّ العينان الرسالة والأذنان غافلتان عمَّا دار من الحديث؛ لأن الشفاه تترجم العواطف بلسان لا تفهمه الآذان، فتدل بغلظها أو رقَّتها، ببروزها أو غورها، باسترخائها أو تراكبها، باحمرارها أو بُهوتها، على المحبة أو البغض، أو الفرح أو الكدر، أو الكبر أو الوداعة، أو غير ذلك من العواطف وأظلالها.
مشاركة من Gar lic
، من كتاب