لم يكن فارس حينئذ سوى صبي يافع في الـ16 من عمره، مولع كأي طفل بالأحداث التي تحفل بالمغامرات الخطرة، وكانت الحرب في شعوره واحدة من تلك المغامرات الجذابة المثيرة.
لم يكن يدرك مرارتها ومآسيها، نعم إنها حدث فظيع لا شك في ذلك، لكن فظاعتها هي بالتحديد ما يستهويه، تماما كما يستهوي الطفل مشهد النار، ولو كانت تحرق بيتا عزيزا على أصحابه!
لكن هذا الشعور الساذج الذي كان يعتمل بداخل فارس، كلما طرق سمعه لفظ الحرب، سينقلب بمجرد استيقاظه من النوم صبيحة 3 سبتمبر سنة 1939، إذ ذهب ككل يوم إلى المتجر حيث يشتغل عند عسكري متقاعد، فوجده متجهم الوجه مربد السحنة، كمن نزلت به مصيبة، لم يتجرأ على سؤال صاحب المتجر، بل سأل الخادمة فأنبأته بأن معلمه مسافر اليوم، وأخبرته بأنه لم ينم الليل كله، لأنه مطلوب إلى الحرب.
المصابيح الزرق > اقتباسات من رواية المصابيح الزرق > اقتباس
مشاركة من فريق أبجد
، من كتاب