أمضيتُ يومين بالمكتبة أحاور عزازيل حتى أقنعته بأمور، وأقنعنى بأمورٍ كنتُ متردِّدًا فيها.. كان مما أقنعنى به وصادف هويً فى نفسى، أن أختلى بصومعتى هذه أربعين يومًا، أدوِّن خلالها ما رأيته فى حياتى منذ هروبى من قرية أبى، حتى رحيلى عن هنا، غدًا، للقيام بما اتفقنا عليه. وها هى الأيامُ الأربعون قد مَرَّت، وتَمَّ اليوم تدوينى. وما ذكرتُ فيه إلا ما تذكَّرتُ أو رأيتُ فى أعماق ذاتى.. وها هو الرَّقُّ الأخير، مايزال معظمه خاليًا من الكتابة ولسوف أترك هذه المساحة بيضاء، فربما يأتى بعدى مَنْ يملؤها. والآن سأغفو قليلاً، ثم أصحو قبل الفجر، فأضعُ الرقوق فى هذا الصندوق، وأواريه التراب تحت الحجارة الكبيرة التى عند بوابة الدير. ولسوف أدفنُ معه خوفى الموروث، وأوهامى القديمة كلها. ثم أرحلُ، مع شروق الشمس، حُرًّا..
عزازيل > اقتباسات من رواية عزازيل > اقتباس
مشاركة من Ziad Abu El-Rub
، من كتاب